لقطة من احدى قصص الاطفال المصورة التي اقوم برسمهفي مرحلة العشرينات من عمري كنت اصطدم كثيرا بهذه العبارة حينما كنت أذهب إلى جريدة كبيرة لأنشر أعمالي الكاريكاتورية
إحنا عندنا في الجريدة فنانين كبار
وكنت أشعر بالضيق والاهانة حيث أنني كنت أشعر أنه ليس ذنبي أن سني صغير بالنسبة لهم ، وليس ذنبي أن لدي موهبة رعاها لي والدي منذ الطفولة وشجعني عليها حتى تخرجت من الجامعة أحمل شهادة في الفنون
ولكن من رغم غضبي وضيقي إلا أنني لم أتطاول ولم اسخر من هؤلاء الكبار بل بالعكس كنت أحاول أن أتعلم منهم واستفيد من معرفتي لمشوار حياتهم وكفاحهم وكانت ومازالت لدي قاعدة أؤمن بها أنني ممكن اتعلم من شخص أصغر مني سنا وخبرة في الحياة أن أطور من فني إن كان هذا الشخص متطور ومتقدم عني فإن هذا يحثني على البحث والتطوير من أدواتي
كانت تدور داخل رأسي حوارات كثيرة بسبب مصطلح فنانين كبار منها أني سألت نفسي يعني قصدهم أيه بفنانين كبار؟
كبار في السن يعني؟طيب ما أنا وقتها كان عمري عشرين سنة وكنت على حد ما سمعت ان زمااان كان الشاب عمره تمنتاشر سنة وتلاقيه متجوز وشايل مسئولية بيت ابقى صغير بقى إزاي ، وأيه مقاييس الفنان الكبير عندهم؟
وفي مرة قابلت فنان تشكيلي شهير في الهناجر زمان وقدمت له نفسي كرسام كاريكاتير قام ضحك وفال :كويس إن في رسامين كاريكاتير صغيرين كده .. مع إن عمري وقتها كان ستة وعشرين سنة ، من الآخر يجب تغيير هذا المفهوم .. الفن مفيهوش كبير
بمعنى إن ممكن فنان عمره تمنتاشر سنة يتفوق فنيا على فنان عمره خمسة وثلاثين سنة في حالة واحدة فقط
أنه يكون موهوب فعلا وممتلك لأدواته .. وألا يقلل من شأن من سبقوه في المجال سواء كانوا أكبر سنا أو أقل موهبة منه
لأن هناك ما يسمى باخلاقيات المهنة وهذا الكلام لا يقتصر فقط على مجال الكاريكاتير فقط بل في جميع المجالات
اخلاقيات اي مهنة تحتم على الحديث أن يحترم القديم ولا يتطاول عليه ولايسخر منه أويقلل من شأنه
كذلك تحتم على القديم ألا يتعالى على الحديث وأن يفيده بخبراته
وممكن تكون فنان كبير فنا وسنا ولكن مكروه ومتعالي ، وممكن تكون فنان كبير فنا ولكن صغير سنا فتصبح كبير باخلاقك واحترامك للأخرين ، ويا سلام بقى لو فنان كبير فنا وسنا واخلاقا هيحسسك كفنان شاب أنه زي ابوك وأنه عايز يساعدك وياخد بايدك ولو بكلمة طيبة
وكل عام وانتم بخير
:)