يعاني الوسط الفني في جميع مجالاته منذ زمن بعيد من ظاهرة الفوضى في منح الجوائز وذلك في مصر وفي بعض الدول العربية ، فنجد جوائز مهرجانات السينما على سبيل المثال تذهب إلى شخصيات معينة كل دورة للمهرجان ، سواء في مجال التمثيل أو الإخراج ، وجوائز مهرجانات الموسيقى أيضًا ، حتى الفنون التشكيلية والكاريكاتير والعمل الصحفي والإعلامي لم يسلم من هذه الظاهرة ، والمشكلة هنا أن الجائزة تمنح لعمل فني وإبداعي ، والعمل الفني لا تستطيع أن تضع له حدود للتقييم ، فإن قيمته بشكل أكاديمي يخرج عليك أصحاب فكر التجديد ويهاجمون فكرك الاكاديمي العتيق ، ويبقى الفيصل هنا هو المزاج الشخصي لمانح الجائزة، الذي غالبا ما يمنح الجائزة للشخص الذي نال إعجابه على المستوى الشخصي وليس على المستوى الفنى ، وفي بعض البلدان العربية عندما يتقدم لجائزة ما أو مسابقة فنية ، فنان وافد وليس من ابناء البلد ، إذا ما فاز هذا الوافد بجائزة ، يكون ذلك درب من دروب الخيال العلمي ، الذي نادرًا ما يتحقق ، لذلك اكتب هنا وأنا في شدة الأسف أننا في عالمنا العربي نفتقد الشفافية في منح الجوائز في المجالات الفنية والابداعية ، وأكرر مع الأسف أن هذه الشفافية لا نجدها إلا في المسابقات والمهرجانات الاوروبية والغربية بشكل عام حيث يرشحك لتنال الجائزة من لا يعرفك على المستوى الشخصي وإنما يحكم على العمل الفني أو الابداعي من خلال رؤية فنية شاملة ولجنة متخصصة في المجال ذات خبرة وثقل في الفن دون النظر إلى جنسيتك أو شهرتك، فالفيصل هنا هو عملك فقط
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment