جميع المواد المنشورة بالمدونة تخضع لقوانين حماية حقوق الملكية الفكرية .. وأي نقل أو إقتباس بدون ذكر المصدر يعرضك للمساءلة القانونية

Saturday, April 2, 2011

ياسر حسين لـ الوطن : الكاريكاتير الحقيقي يجعلك تفكر حتى وإن لم تكتب كلمة

أجرى الحوار: فيصل العلي

يقف رسام الكاريكاتير ياسر حسين على حدود الكثير من القضايا الفنية والفكرية لفن الكاريكاتير، مؤكدا ان رسام الكاريكاتير يجب ان يكون مدركا للمتغيرات السياسية والاجتماعية اضافة الى حس السخرية تجاه المواقف على اختلافها.وروى بداياته منذ صغره عندما انتبه والده الى موهبته فأرسله الى رسام كاريكاتير مصري مشهور ليسمع لاول مرة كلمة «كاريكاتير» فراح يبحث عنها ليجد في بحث اجراه ان الفراعنة واليابانيين ايضا كانوا اول من تناولوا الكاريكاتير.وقال ان رسمة الكاريكاتير قد تكون لغة عالمية بين الشعوب، وان الرسم دون كلام هو الاكثر قوة وتأثيرا، اما الرسم بالكمبيوتر فانه خال من الاحساس، مضيفا: لا يشترط في الكاريكاتيرأن يضحك لأن منه ما يبكي، مبينا ان الحقيقي منه هو الذي يجعلك تفكر حتى وان لم تكتب كلمة وأشار الى ان للكاريكاتير اساليب وكل رسام له أسلوبه المميز له أما تقنية التنفيذ فهناك مدارس.وكشف عن تفاصيل أخرى في حواره التالي مع «الوطن».

هل دراسة الفن مهمة للفنان؟

- الدراسة توسع مداركه حيث ان أهم عناصر يحتاج اليها الفنان هي التذوق والممارسة أما الدراسة فهي توسع مدارك الفنان أكاديميا. ولكن الموهبة هي الأساس بدليل وجود فناني كاريكاتير حاليا في الساحة لم يدرسوا الفن في كلية متخصصة مثل الفنانين تامر يوسف وعمرو فهمي وابراهيم أحمد فالأول درس الهندسة والأخير درس الطب.

ما أهمية الفكر للكاريكاتير؟

- على الفنان ان يكون مدركا للمتغيرات التي حوله سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفنيا فالفكر مهم جدا ورسام الكاريكاتير الجيد هو رسام لديه فكر متابع لكل ما يحدث خاصة فيما يتعلق بالقضايا الكبرى.

وهل تفضل ان ينتمي الكاريكاتير للفن التشكيلي ام انه فن قائم بذاته؟

- أرى أنه من روافد الفن التشكيلي وان كانت له خصوصية ولا أعترف بفنان كاريكاتير ضعيف تشكيليًا لأن المتعة البصرية للمشاهد مهمة جدا والقدرة على التشكيل تساعد كثيرا في توصيل الأفكار.

سخرية

وهل السخرية مهمة لرسام الكاريكاتير؟

- بالطبع فان السخرية عنصر مهم في فن الكاريكاتير سواء كانت تتناول قضايا سياسية او اجتماعية او اقتصادية واحيانا تكون ردة فعل لتجارب شخصية مع مراعاة الناحية الأخلاقية في السخرية لكي لا تتحول الى سب أو اهانة، فالسخرية هنا الغرض منها تعرية السلبيات حتى نحولها الى ايجابيات.

وهل التكثيف مهم في فن الكاريكاتير؟

- تبعا للقضية التي يتناولها الرسام واحيانا يتطلب الموضوع الكثير من الرسومات كالقضية الفلسطينية.


معارض

وماذا عن المعارض التي شاركت بها؟

- هي كثيرة واغلبها مشتركة في مصر وبعض العواصم العالمية مثل تركيا ورومانيا وايطاليا، واخر معرض كان فرديا أقمته بمصر يحمل عنوان «على رأي المثل» وقد بدأت فكرته من الكويت حين طلبت مني مجلة كويتية تناول الامثال الشعبية الكويتية فتبلورت لدي الفكرة لتنتقل الى الامثال الشعبية المصرية والتي أنوي ان أصدر كتابا يضم هذه الامثال قريبا، كما شاركت ببعض الرسومات في معرض مصري سوداني مشترك بعنوان «حبابكم عشرة» وهو معرض يضم فنانين من دول حوض النيل على رأسهم مصر والسودان بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي للكاريكاتير فرع مصر والجمعية السودانية للكاريكاتير.

ناجي العلي

وكيف تنظر الى ناجي العلي وعلي فرزات واخرين؟

- لم اكن اعرف عن تلك الأسماء الكبيرة أي معلومات في بداياتي ولكن تغير الوضع قبل عشرين عاما مع رجوع اغلب الفنانين المصريين الذين كانوا يعملون في الكويت منهم الفنان الراحل حسن حاكم الذي كان يرسم في مجلة العربي فقاموا بانشاء مجلة اسمها الكاريكاتير يرأس تحريرها مصطفى حسين و«أحمد طوغان» وحسن حاكم كان مستشارا فنيا للمجلة فقدمت لهم حاملا توصية من الدكتور مصطفى الرزاز عميد كليتي آنذاك لكوني طالبا متميزا برسم الكاريكاتير فمنحوني الفرصة لانضم لهم وكانت المجلة قريبة من الجامعة التي كنت ادرس بها فكانت المجلة تنشر بعض أعمال رسامي الكاريكاتير العرب منهم ناجي العلي وعلي فرزات وآخرون من جميع دول العالم.

وهل تعرف رسامي كاريكاتير في الكويت؟

- بحكم اقامتي حاليا بالكويت منذ سنوات اعرف عبد السلام مقبول ومحمد ثلاب وعبدالعزيز آرتي وشريف عليش وهو مصري يعمل في الكويت وأتابع أعمالهم باستمرار.

مدارس

وهل هناك مدارس للكاريكاتير؟

- الكاريكاتير اساليب وكل رسام له أسلوبه الذي يتميز به أما بالنسبة لتقنية التنفيذ في الرسم فبالطبع يوجد مدارس وهي قريبة من مدارس الرسم وبالنسبة لي فانني اميل الى المدرسة التجريبية حيث يمكنني توليف أكثر من نوع وخامة من الالوان المختلفة ودمجها معا لاخراج العمل الفني.

وكيف تنظر الى الرسم بالكمبيوتر؟

- هو اقل احساسا، وبالنسبة لي فانني استخدم الكومبيوتر في التلوين فقط خاصة عندما أرسم قصصا مصورة للأطفال لأن تلوينه مبهرا.كما أرى ان الكمبيوتر قدم خدمة جليلة لبعض الهواة الذين تحولوا بفضله الى محترفين من خلال الصورة المبهرة لونيا التي تتيحها برامجه.

انترنت

وماذا عن دور الانترنت في خدمة الكاريكاتير؟

- يقدم الانترنت خدمة كبيرة لجميع الموهوبين للتواصل مع اناس في الكثير من البلدان في جميع دول العالم ومنهم الكاريكاتير، وبالنسبة لي فان الانترنت قدم لي فرصة للتواصل من خلال مواقعي ومدونتي الساخرة «كارتونيا» التي قمت بعملها منذ عام 2007اضافة الى الفيس بوك.

وماذا عن جذور نشأة الكاريكاتير؟

- لقد قمت بعمل بحث عن ذلك فوجدت ان الفراعنة اول من رسم الكاريكاتير حيث توجد الكثير من البرديات التي بها رسومات كاريكاتيرية كما توجد رسمة عن لعبة «الضامة» وهي تشبه الشطرنج بها اسد يلاعب الغزال ومن جهة اخرى فان اليابانيين لهم باع طويل وقديم حيث ان رسوماتهم القديمة بها رسوم كاريكاتيرية تعود الى آلاف السنين، خلاصة القول ان هذا الفن ظهر في العديد من الحضارات القديمة وعلى رأسهم الحضارة الفرعونية باعتبارها من أقدم الحضارات.

لغة

وهل يمكن القول ان الكاريكاتير لغة عالمية؟

نعم يمكن ان تكون كذلك مثله مثل اللوحة الفنية التشكيلية والموسيقى-

ما الفرق بين الكاريكاتير الذي يحتوي والذي لا يحتوي على كتابة؟

- أقوى الكاريكاتير الذي يكون دون تعليق، والفنانان حسن حاكم وعفت تميزوا بذلك واظن ان الكاريكاتير بالكتابة صنعة عربية «يقولها وهو يضحك».

وهل عانيت من الرقابة؟

- الكاريكاتيرست الذكي هو من يقول ما يريد دون الاساءة للآخرين وبالنسبة لي فانني لم اواجه مشكلة تذكر لأنني اميل الى رسم الابتسامة مع التفكير وأغلب ما أنتجه من الكاريكاتير هو من نوعية الكاريكاتير الاجتماعي الذي يهتم بمشاكل المجتمع بشكل ساخر، وأكرر مع مراعاة عدم التجريح.

وعي

وكيف تجد درجة الوعي الفني عند الجمهور؟

- على الرغم من انه متفاوت الا انه حاضر، وهناك متابعة جادة لدرجة انه يوجد من يمسك الصحيفة ويبدأ بمشاهدة الكاريكاتيرأولا قبل قراءة عناوين الأخبار.

وما آخر لوحة كاريكاتيرية رسمتها؟

- كانت عن القمع الاعلامي لبعض القنوات الفضائية.

كلمة أخيرة تحب ان تقولها ولمن؟

- أقول لمحبي فن الكاريكاتير وممارسيه: ليس كل رسم عبارة عن شخصين وبينهم بالون حوار مليء بالكلام أو النكات اللفظية هو كاريكاتير... فالكاريكاتير الحقيقي هو الذي يجعلك تفكر حتى وان لم تكتب كلمة ولا يشترط ان تضحك من الكاريكاتير لأنه يوجد منه ما يبكيك.

ومضة مكثفة.. وسيرة

الفنان ياسر حسين خميس مشهور كرسام كاريكاتير باسم «ياسر حسين» يقول بدأت بنشر رسوماتي بالصحافة منذ ان كان عمري 19 عاما وقتها كنت طالبا في كلية التربية النوعية قسم تربية فنية في جامعة القاهرة وقبل ذلك نشأت في اسرة فنية حيث ان والدي يحب الموسيقى وعلى الرغم من انه كان يعمل في أحد البنوك الا انه تلقى دراسات موسيقية حرة وتبعه بذلك اخي تامر الذي يمتلك موهبة الغناء بينما انتبه والدي الى ان لدي ميولا للكاريكاتير في سن مبكرة جدا «عشر سنوات» وكان لديه صديق اسمه سعيد بدوي وهو رسام كاريكاتير في جريدة الاهرام فأخذني اليه وعرض عليه رسوماتي وأثناء الحوار سمعت لاول مرة كلمة «كاريكاتير» فرحت ابحث عن ماهيته وهو الرسم بشكل مبسط وكانت الصحف تستقطب اشهر رسام في مصر آنذاك الفنان مصطفى حسين الذي تاثرت به خاصة ان اسمي ياسر حسين فلعب ذلك دورا رئيسا في حبي له، ولست الوحيد الذي تأثر بمصطفى حسين حيث ان اغلب ابناء جيلي تأثروا به كنموذج لفنان الكاريكاتير «النجم» ولكن بعد سنوات من الممارسة بات لدي اسلوب يميزني

لمشاهدة الموضوع الأصلي على هذا الرابط جريدة الوطن الكويتية عدد أول أبريل 2011

1 comment:

AHMED SAMIR said...

من نجاح الى نجاح بإذن الله يا فنان